عمالقة الفن
السوداني
ود القرشي
الشاعر والملحن
الفنان الجامعة
متعدد المواهب «السر أحمد قدور» سعدنا بلقائه وامتعنا من خلال برنامجه اليومي خلال
شهر رمضان «أغاني وأغاني» الذي بثته فضائية تلفزيون النيل الأزرق.. كما أن إذاعة
«البيت السوداني» التي ترسلها الموجة «100F.M» اراحتنا
كثيراً بأدائها المتميز.. وقدّم السر قدور وإذاعة البيت السعيد «كل على حدة» حلقة
تتحدّث عن الشاعر الفذ والملحن البارع «محمد عوض الكريم القرشي»، فلهما الشكر
الجزيل في تبليغ المتلقي المعلومة المفيدة.
ويسعدني أن
اتحدّث عن شاعرنا وملحننا ود القرشي من زاوية أراها مكملة ومتممة لما جاء به
الفنان السر قدور وإذاعة البيت السوداني التي قدّمت برنامجها الشيّق في الثالث من
نوفمبر 2006م. ولهذا اخترت العنوان المذكور أعلاه موضوعاً للحديث عن ود القرشي من
خلال ثلاث حقب أبطالها أحمد المصطفى والخير عثمان وعثمان الشفيع.
الحقبة الأولى:
كان ذلك في عام
1944م من القرن الماضي حينما غنى الفنان المجدد عميد الفن أحمد المصطفى أغنية «يا
عظيم» وهي من كلمات الشاعر أحمد إبراهيم الطاش. فخطر ببال أحمد المصطفى أن يوقف
إذاعة وترديد هذه الأغنية لأنه رأى أن لحنها دائري «الموسيقى تردد اللحن» ففعل
وأوقف التغني بالأغنية.. ولكن شاءت الظروف أن تصل إلى أحمد المصطفى برقية «تلغراف»
هي في الواقع كانت خطاباً طويلاً من معجبٍ في إحدى مدن السودان أشاد بهذه الأغنية
إشادة كبيرة أقنعت أحمد المصطفى وشجعته بأن يعدل عن فكرته فواصل في أداء أغنية «يا
عظيم» التي وجدت رواجاً كبيراً بين المستمعين.
وفي ذات يوم من
أيام نفس عام 1944م جاء ضيف إلى العاصمة قاصداً أحمد المصطفى وعرّفه بأنه هو الشخص
الذي أرسل إليه ذلك التلغراف الطويل، وأنه من أبناء الأبيض واسمه «محمد عوض الكريم
القرشي»، فنَمت بينهما صداقة سريعة قدّم خلالها ود القرشي لأحمد المصطفى رائعته
«يلاك يا عصفور» تأليفاً ولحناً، فأداها أحمد المصطفى خير أداء وملأت شهرتها
الآفاق وحدا بها الركبان.. ومن خلال المتابعة لكلمات الأغنية يتضح للقاريء الكريم
أن ود القرشي من فرط اعجابه الشديد بأحمد المصطفى فإنه شبهه بالعصفور المغرّد الذي
يذهب معه ليغني للحبيب المغرم به في تلك الأغنية. وبعد نجاح «يلاك يا عصفور» فإن
أحمد المصطفى وعلى غير المتوقع حينما عرض عليه ود القرشي التعاون معه وذلك بتقديم
المزيد من الأغاني الملحّنة، امتنع أحمد المصطفى بأدبه الجمّ عن أن يصبح مؤدياً
وحسب لا محلناً لأنه أحسّ إذا سلك هذا الطريق فإن موهبته في التلحين ستندثر وتموت
واكتفى بأغنية «يلاك يا عصفور» وانتهى اللقاء الفني بين العملاقين مع الاحتفاظ
بالصداقة والإعجاب بينهما.
الحقبة
الثانية:
معلوم أن مهنة
ود القرشي كانت تجارة الماشية «الأبقار» التي يأتي بها بائعاً من الأبيض إلى ود
مدني ثم الخرطوم، وكانت ود مدني سوقاً تجارية رائجة يحل بها ود القرشي ويقضي بها
أياماً.. والرجل وهو شاعر وملحن تسيطر عليه هذه الموهبة التي تجلّت في أغنية «يلاك
يا عصفور» شَعَرَ بعدها بفراغ بعد أن فارق أحمد المصطفى وكان يبحث عن صوت متميز
يؤدي أغانيه فوجد ضالته في الشاب «الخير عثمان» في سنة 1945م. وكان اللقاء بينهما
قد لعبت فيه الظروف دوراً أساسياً.. فمن ناحية كان ود القرشي تاجر المواشي يحل
ضيفاً في منزل «العم النور ود البشير» وهو تاجر مواشٍ وجزار وهو خال الخير عثمان.
ومن ناحية أخرى فقد كان لود القرشي صديق وزميل مهنة تاجر مواشٍ في ود مدني اسمه
«عوض سوار» وكان عوض سوار هذا صديقاً كذلك للفنان الخير عثمان الذي كان يُلقّب
بـ«فنان الجزيرة» حينما دخل الإذاعة ذائع الصيت والشهرة وغنى قبل عامين تقريباً
«1943م» من لقائه بود القرشي وكان عمره دون العشرين. وهو من الرواد الأوائل الذي
صدحوا بعد سرور والكاشف وحسن عطية وأحمد المصطفى والفلاتية غنى أغنيات أشهرها
«عيوني وعيونك» كلمات وألحان محمود فلاح، شدا بها الخير قبل الكاشف وأغنية «أمل»
التي مطلعها «عايز أنسى آلامي وأحقق أحلامي ونسعد هوانا» وهي من كلمات إسماعيل
خورشيد وألحان التجاني السيوفي.
هيأ عوض سوار
لقاءً لود القرشي بالخير عثمان في ود مدني «البلد الأمة، مهد الفنون والعقل
والوجدان السليم» كانت ثمرته التعاون الثنائي الذي بدأ بأغنية «صباح الهنا» وأغنية
«يا حبيبي دمعي الغزير فيضانه فاق الغدير» ثم أغنية «حنتوب الجميلة» وهذه الأخيرة
لها قصة سأرويها فيما بعد.
تواصل التعاون
بين ود القرشي والخير عثمان ولكن الخير لم يكن منتظماً في مواعيده وذهابه إلى
الإذاعة بأم درمان من ود مدني لمشغولياته وارتباطه بود مدني، وهذه جعلت ود القرشي
يشعر بشيء من عدم الرضا لم يؤثر في صداقته واحترامه كعادته للخير عثمان بل أعطاه
المزيد من الأغاني التي بلغت نحو عشر في أوائل الخمسينيات.
الحقبة
الثالثة:
هذه هي المرحلة
الأخيرة الكبرى التي كانت تمثّل مرحلة إنطلاق ود القشي ومرحلة ظهور عثمان الشفيع
وإبداعه في فن الغناء الذي بدأ بأغنية «القطار المرّ» في سنة 1948م وتواصل العطاء
ردحاً من الزمن قدّم فيها العملاقان نفيس الدرر وبدائع الألحان وروعة الأداء فدخلا
كتاب الفن مع قممه الشماء، أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية الذين كان لهم
القدح المعلى في ترقية ذوق المواطن السوداني وحضارته.
قالها الشاعر
عندما كان طريح الفراش في الجناح الجنوبي بمستشفى الخرطوم والذي كان يسمى (الساوث
بلوك)في عطلة أحد الأعياد حيث غاب عنه الناس وانشغلوا بالعيد في المعايدة وبقي
وحيداً. تغنى بها كل من عثمان الشفيع وعبدالكريم الكابلي وزيدان ابراهيم
السوداني
ود القرشي
الشاعر والملحن
الفنان الجامعة
متعدد المواهب «السر أحمد قدور» سعدنا بلقائه وامتعنا من خلال برنامجه اليومي خلال
شهر رمضان «أغاني وأغاني» الذي بثته فضائية تلفزيون النيل الأزرق.. كما أن إذاعة
«البيت السوداني» التي ترسلها الموجة «100F.M» اراحتنا
كثيراً بأدائها المتميز.. وقدّم السر قدور وإذاعة البيت السعيد «كل على حدة» حلقة
تتحدّث عن الشاعر الفذ والملحن البارع «محمد عوض الكريم القرشي»، فلهما الشكر
الجزيل في تبليغ المتلقي المعلومة المفيدة.
ويسعدني أن
اتحدّث عن شاعرنا وملحننا ود القرشي من زاوية أراها مكملة ومتممة لما جاء به
الفنان السر قدور وإذاعة البيت السوداني التي قدّمت برنامجها الشيّق في الثالث من
نوفمبر 2006م. ولهذا اخترت العنوان المذكور أعلاه موضوعاً للحديث عن ود القرشي من
خلال ثلاث حقب أبطالها أحمد المصطفى والخير عثمان وعثمان الشفيع.
الحقبة الأولى:
كان ذلك في عام
1944م من القرن الماضي حينما غنى الفنان المجدد عميد الفن أحمد المصطفى أغنية «يا
عظيم» وهي من كلمات الشاعر أحمد إبراهيم الطاش. فخطر ببال أحمد المصطفى أن يوقف
إذاعة وترديد هذه الأغنية لأنه رأى أن لحنها دائري «الموسيقى تردد اللحن» ففعل
وأوقف التغني بالأغنية.. ولكن شاءت الظروف أن تصل إلى أحمد المصطفى برقية «تلغراف»
هي في الواقع كانت خطاباً طويلاً من معجبٍ في إحدى مدن السودان أشاد بهذه الأغنية
إشادة كبيرة أقنعت أحمد المصطفى وشجعته بأن يعدل عن فكرته فواصل في أداء أغنية «يا
عظيم» التي وجدت رواجاً كبيراً بين المستمعين.
وفي ذات يوم من
أيام نفس عام 1944م جاء ضيف إلى العاصمة قاصداً أحمد المصطفى وعرّفه بأنه هو الشخص
الذي أرسل إليه ذلك التلغراف الطويل، وأنه من أبناء الأبيض واسمه «محمد عوض الكريم
القرشي»، فنَمت بينهما صداقة سريعة قدّم خلالها ود القرشي لأحمد المصطفى رائعته
«يلاك يا عصفور» تأليفاً ولحناً، فأداها أحمد المصطفى خير أداء وملأت شهرتها
الآفاق وحدا بها الركبان.. ومن خلال المتابعة لكلمات الأغنية يتضح للقاريء الكريم
أن ود القرشي من فرط اعجابه الشديد بأحمد المصطفى فإنه شبهه بالعصفور المغرّد الذي
يذهب معه ليغني للحبيب المغرم به في تلك الأغنية. وبعد نجاح «يلاك يا عصفور» فإن
أحمد المصطفى وعلى غير المتوقع حينما عرض عليه ود القرشي التعاون معه وذلك بتقديم
المزيد من الأغاني الملحّنة، امتنع أحمد المصطفى بأدبه الجمّ عن أن يصبح مؤدياً
وحسب لا محلناً لأنه أحسّ إذا سلك هذا الطريق فإن موهبته في التلحين ستندثر وتموت
واكتفى بأغنية «يلاك يا عصفور» وانتهى اللقاء الفني بين العملاقين مع الاحتفاظ
بالصداقة والإعجاب بينهما.
الحقبة
الثانية:
معلوم أن مهنة
ود القرشي كانت تجارة الماشية «الأبقار» التي يأتي بها بائعاً من الأبيض إلى ود
مدني ثم الخرطوم، وكانت ود مدني سوقاً تجارية رائجة يحل بها ود القرشي ويقضي بها
أياماً.. والرجل وهو شاعر وملحن تسيطر عليه هذه الموهبة التي تجلّت في أغنية «يلاك
يا عصفور» شَعَرَ بعدها بفراغ بعد أن فارق أحمد المصطفى وكان يبحث عن صوت متميز
يؤدي أغانيه فوجد ضالته في الشاب «الخير عثمان» في سنة 1945م. وكان اللقاء بينهما
قد لعبت فيه الظروف دوراً أساسياً.. فمن ناحية كان ود القرشي تاجر المواشي يحل
ضيفاً في منزل «العم النور ود البشير» وهو تاجر مواشٍ وجزار وهو خال الخير عثمان.
ومن ناحية أخرى فقد كان لود القرشي صديق وزميل مهنة تاجر مواشٍ في ود مدني اسمه
«عوض سوار» وكان عوض سوار هذا صديقاً كذلك للفنان الخير عثمان الذي كان يُلقّب
بـ«فنان الجزيرة» حينما دخل الإذاعة ذائع الصيت والشهرة وغنى قبل عامين تقريباً
«1943م» من لقائه بود القرشي وكان عمره دون العشرين. وهو من الرواد الأوائل الذي
صدحوا بعد سرور والكاشف وحسن عطية وأحمد المصطفى والفلاتية غنى أغنيات أشهرها
«عيوني وعيونك» كلمات وألحان محمود فلاح، شدا بها الخير قبل الكاشف وأغنية «أمل»
التي مطلعها «عايز أنسى آلامي وأحقق أحلامي ونسعد هوانا» وهي من كلمات إسماعيل
خورشيد وألحان التجاني السيوفي.
هيأ عوض سوار
لقاءً لود القرشي بالخير عثمان في ود مدني «البلد الأمة، مهد الفنون والعقل
والوجدان السليم» كانت ثمرته التعاون الثنائي الذي بدأ بأغنية «صباح الهنا» وأغنية
«يا حبيبي دمعي الغزير فيضانه فاق الغدير» ثم أغنية «حنتوب الجميلة» وهذه الأخيرة
لها قصة سأرويها فيما بعد.
تواصل التعاون
بين ود القرشي والخير عثمان ولكن الخير لم يكن منتظماً في مواعيده وذهابه إلى
الإذاعة بأم درمان من ود مدني لمشغولياته وارتباطه بود مدني، وهذه جعلت ود القرشي
يشعر بشيء من عدم الرضا لم يؤثر في صداقته واحترامه كعادته للخير عثمان بل أعطاه
المزيد من الأغاني التي بلغت نحو عشر في أوائل الخمسينيات.
الحقبة
الثالثة:
هذه هي المرحلة
الأخيرة الكبرى التي كانت تمثّل مرحلة إنطلاق ود القشي ومرحلة ظهور عثمان الشفيع
وإبداعه في فن الغناء الذي بدأ بأغنية «القطار المرّ» في سنة 1948م وتواصل العطاء
ردحاً من الزمن قدّم فيها العملاقان نفيس الدرر وبدائع الألحان وروعة الأداء فدخلا
كتاب الفن مع قممه الشماء، أحمد المصطفى وإبراهيم الكاشف وحسن عطية الذين كان لهم
القدح المعلى في ترقية ذوق المواطن السوداني وحضارته.
قالها الشاعر
عندما كان طريح الفراش في الجناح الجنوبي بمستشفى الخرطوم والذي كان يسمى (الساوث
بلوك)في عطلة أحد الأعياد حيث غاب عنه الناس وانشغلوا بالعيد في المعايدة وبقي
وحيداً. تغنى بها كل من عثمان الشفيع وعبدالكريم الكابلي وزيدان ابراهيم
الأربعاء مايو 28, 2014 10:00 am من طرف سودانى انا
» صباح الخير
الإثنين يناير 20, 2014 3:27 am من طرف سودانى انا
» كلمات الفنانة حنان النيل
الجمعة أغسطس 16, 2013 12:09 pm من طرف سودانى انا
» فضل يوم الجمعة2
الجمعة ديسمبر 28, 2012 6:01 am من طرف سودانى انا
» فضل يوم الجمعة
الجمعة ديسمبر 28, 2012 5:55 am من طرف سودانى انا
» كلمات أغاني عميد الفن الأستاذ أحمد المصطفى
الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 3:49 pm من طرف سودانى انا
» دور ومكانة المرأة فى الإسلام الى الدرة المكنونة و الجوهره المصونة
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 5:43 pm من طرف سودانى انا
» دور ومكانة المرأة فى الإسلام
الثلاثاء ديسمبر 18, 2012 5:40 pm من طرف سودانى انا
» [تم الحل]اقدار وووووو مع مجذوب انسة
الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 3:28 pm من طرف سودانى انا